العلاقة بين تايلاند والسعودية | تخضع العلاقات بين دول العالم لعدد من القواعد والبروتوكولات وهي تأخذ عدة صور مثلا تبادل السفراء، والاتفاقيات اللوجستية والاقتصادية والحضارية، وتبادل الايدي العاملة والخبرات جميعها تمثل صور من أوجه العلاقات بين بلدان العالم وبهذا يمكن أن تصنف هذه العلاقات إلى علاقات قوية وعادية وأيضا في بعض الأحيان إلى علاقات عدائية. في هذا المقال سوف نتناول العلاقة بين تايلاند والسعودية بكافة أوجهها ونتحدث عن تطور هذه العلاقة تاريخيا وحتى الآن.
العلاقة بين تايلاند والسعودية | السفارات
في عام ١٩٦٦ تم إعلان تبادل السفراء بين تايلاند والمملكة العربية السعودية وكان هذا بعد تسع أعوام على إعلان إقامة العلاقات الرسمية بين البلدين في عام ١٩٥٧. حاليا تمتلك المملكة العربية السعودية سفارة في بانكوك وعلى الجانب الآخر تمتلك أيضا تايلاند سفارة في العاصمة السعودية الرياض لكن بسبب بعض القضايا التي تسببت بتوتر العلاقة بين البلدين يكتفى فقط بوجود القائمين على أعمال السفراء في كلا السفارتين.
العلاقة بين تايلاند والسعودية | قضية الماسة الزرقاء
لا يمكن أن نتحدث عن العلاقة بين تايلاند والسعودية بدون أن نذكر قضية الماسة الزرقاء وهي القضية التي تسببت بقطع العلاقات الرسمية بين البلدين لمدة ثلاثين عام تقريبا قبل عودتها بشكل جزئي في عام ٢٠١٦. بدأت قضية الماسة الزرقاء بسرقة مجموعة من الأحجار الكريمة المملوكة من قبل العائلة الملكية في السعودية من قبل أحد الموظفين التايلانديين لكن هذه كانت الشرارة فقط إذ أنه وبعد ارسال رجل أعمالي سعودي إلى تايلاند للتحقيق في القضية تم اغتياله ليتبع ذلك اغتيال ثلاثة موظفين في السفارة السعودية في بانكوك ما تسبب بتوتر كبير جدا انتهى بقطع العلاقات بشكل كامل بين البلدين.
العلاقة بين تايلاند والسعودية
العلاقة بين تايلاند والسعودية | عودة العلاقات
بعد وساطة قام بها رئيس وزارة البحرين تم الإعلان عن عودة العلاقات بين تايلاند والسعودية لكن بشكل جزئي ومبدئي فقط واستمر الوضع على ما هو عليه حتى العام ٢٠٢٢ حيث أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن زيارة يقوم بها رئيس الوزراء التايلاندي للملكة بدعوة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبعد عدة مشاورات انتهت الدعوة بإعلان المملكتين عودة العلاقات بينهما على كافة الصعد الدبلوماسية والاقتصادية ويتوقع أن يتبع هذا عدة اتفاقيات خلال هذا العام بين البلدين خاصة في جانب اصدار تصاريح العمل للمواطنين من كلا البلدين والتي شبه توقفت بسبب تداعيات قصة الماسة الزرقاء.
عودة العلاقات بين تايلاند والسعودية
العلاقة بين تايلاند والسعودية | التجارة والاقتصاد
على الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين تايلاند والسعودية في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي إلا أن هذا لم يؤثر بشكل كبير على العلاقة التجارية والاقتصادية بين البلدين فالمملكة العربية السعودية تعد المصدر الأول لواردات النفط الخام في تايلاند فيما تعد تايلاند مورد أساسي لعدد من السلع والمنتجات للسعودية ودول الشرق الأوسط بشكل عام وأبرز هذه السلع هي الملابس وقطع غيار السيارات وبعض الأدوات الكهربائية مثل الثلاجات والغسالات فضلا عن بعض المنتجات الغذائية.
يتوقع أن تنعكس عودة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين على التجارة بينهما بشكل إيجابي ففي وقت انقطاع العلاقات كانت العلاقات الاقتصادية لا تزال موجودة لكن على مضض وبوجود الكثير من المعيقات لكن حاليا سوف تقل المعيقات ويصبح البلدان أكثر انفتاح على بعضهما البعض.
ليست العلاقات التجارية وحدها من استمرت بعد تداعيات قضية الماسة الزرقاء إذ أن البلدين أيضا استمرا بالتنسيق خلال مواسم الحج حيث أن تايلاند من البلدان التي يوجد فيها أقلية مسلمة وقطع العلاقات الدبلوماسية لم يتسبب بحرمان هذه الأقلية من القيام بالشعائر الدينية في مكة المكرمة كل عام.
شاهد أيضا: المدن التالندية وتعداد سكانها
