شجرة الحراز أو الأكاسيا البيضاء واسمها العلمي Faidherbia albida أو Acacia albida هي شجرة كبيرة كثيرة الأشواك تنمو بإفريقيا يبلغ ارتفاعها ثلاثين مترا، وهي سريعة النمو تنتمي إلى فصيلة الطلحيات تتميز بلونها رمادي يميل إلى البياض.
وهي ملساء حين تكون حديثة النمو. تبدأ في الإزهاى من مطلع ماي حتى نهاية جوان. كما أنها مفيدة في تثبيت النيتروجين وتوقف الانجراف، كما لها أهمية في عمليات التشجير. كما أن لها خصائص طبية فهي تعالج الإلتهابات. و سنتعرف أكثر على شجرة الحراز وموطنها وكيفية الإعتناء بها وفوائدها الكثيرة.
موطن شجرة الحراز
موطن شجر الحراز أو Faidherbia albida الأصلي هو الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، حيث تسقط أوراقها في موسم الأمطار، ففي المعتاد كل الأشجار والمراعي والأرياف تخضر في موسم الأمطار إلا شجرة الحراز.
وتستخدم شجرة الحراز ليس فقط للأغذية بل لتثبيت للتربة أيضا. وتزرع على نطاق واسع إذ يتم جلبها من العديد من البلدان إلى بلدان أخرى وذلك لاستغلال خصائصها المميزة.
تعد شجر الحراز أهم ملجأ للنحل في نهاية موسم الأمطار. كما يتم استخدام قرونها وأوراقها كعلف للحيوانات ويتم استخدام الخشب في البناء. ويمكن استخدام رماد الخشب المحروق في صنع الصابون، كما أنها متعددة الاستخدامات.
تستخدم مكافحة تآكل المحاصيل ولتثبيت النيتروجين والأغذية والأدوية لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض، مثل علاج العدوى والحمى ومشاكل الجهاز الهضمي. ويستخدم اللحاء لعلاج ألم الأسنان والتهابات عيون الماشية.
وصف شجرة الحراز
تنمو شجر الحراز في السهول الفيضية والمجاري المائية كما أنها شديدة التحمل للجفاف، وهي كبيرة كثيرة الأشواك ومتساقطة الأوراق سريعة النمو، يبلغ ارتفاعها ثلاثين مترا. كما تتميز بجذع سميك ولون أغصانها رمادي لامع تميل إلى اللون الأبيض.
وأوراق رمادية شاحبة اللون ولحائها رمادي. وأشواكها بيضاء ومستقيمة يبلغ طولها 40 مم، أما عن أزهارها فهي عطرية كريمية في سنابل طويلة تظهر. تنمو ثمارها على شكل كبسولات كما تسمى بالقرن شديدة الالتواء ذات اللون البرتقالي مجتمعة بداخلها ما بين عشرة وعشرين بذرة.
وتعد الشجرة الوحيدة في أفريقيا التي تسقط و تنفض أوراقها في موسم الأمطار والخريف. وكما يقول السودانيين “ما بيني وبين فلان ما بين الحراز و المطر”. ومن الغريب أيضا أن أزهارها تظهر عندما تكون الشجرة عارية من الأوراق، لذلك فهي مهمة للنحل لتوفر للنحل الرحيق. وأوراقها التي تسقط تتحلل في التربة لتغذي النباتات الصغيرة.
زراعة شجرة الحراز
زراعة شجر الحراز يتطلب ذلك بعض العمل لنموها من البذور. من الأحسن إخراج البذرة من القرنة في وقت سريع تجنبا لغزو يرقات خنفساء البورشيد. بعدها يتم غليها لمدة ما بين سبعة إلى خمسة عشر دقائق، وتركها لمدة 24 ساعة قبل زراعتها. كما يمكن استخدام حمض الكبريتيك وينقع لمدة 4 إلى 5 دقائق ثم الشطف بالماء وذلك لزيادة معدل الإنبات. كما أن الخدش يؤدي إلى تحسين الإنبات.
وكذلك يمكن لشجرة الحراز النمو في تربة غدقة، كما أنها تتحمل الصقيع العرضي. بعدها ستنتج الشجرة الفتية جذر وتدي لذا يجب نقلها إلى الحقل. وقد يتعرض خشب شجرة الحراز لحفار الثقب ولتلطيخ الفطريات عندما يكون خشبها أخضر، لذلك يتم تركه منقوع لعدة أشهر وذلك لتتم إزالة النسغ وللتقليل أيضا من هجوم الفطريات والنمل الأبيض والحفار.
وإن العديد من البلدان تزرع شجرة الحراز لأنها مفيدة في تثبيت النيتروجين وتوقف الانجراف، كما تملك أهمية كبيرة في عمليات التشجير. ولديها خصائص طبية لمعالجة الإلتهابات. ويمكن تخضير مساحات شاسعة من الصحراء الكبرى باستخدام شجرة الحراز. كما أنها مناسب للزراعة متميزة في الحدائق والمتنزهات الكبيرة.
العنايه بـشجرة الحراز
بعد زراعة شجر الحراز أو الأكاسيا البيضاء يتم تسميد النبات لثلاث سنوات فقط بعد الزرع، وإن أي سماد معقد كسماد Kemira-Universal يكون مناسبا للشجرة. وتحتاج الشجرة الواحدة ما بين 100-120 غم على الأقل من السماد.
وفي موسم الإزهار أي في شهر جوان يمكن أن ترش القليل من السماد فقط ويكون مبعثرا في التربة. وفي شهر أوت من الأفضل تغذية شجرة الحراز بالبوتاسيوم مع استخدام كبريتات البوتاسيوم على الأقل 30 جم.
وبما أن شجر الحراز أو الأكاسيا البيضاء لا تتحمل التغدق بالماء فعند إذ يمكنك ري النباتات الصغيرة فقط. وقم بسقي الأشجار الناضجة خلال موسم الجفاف الطويلة فقط. تحتاج التربة التي تحت شجرة الأكاسيا إلى إزالة الأعشاب الضارة.
تتميز شجر الحراز أنها مقاومة للافات والأمراض، حيث تهاجم شجرة الحراز الطفيليات عن طريق امتصاصها كطفيليات المخادع و sawfly. إذ تؤدي هذه الطفيليات لعدة أنشطة ضارة، إذ من الممكن أن يتوقف نمو النبات، ويمكن أن تكون متخلف في التطور، ويمكن أيضا أن يحدث انحناء للبراعم.
و للقضاء على هذه الحشرات يتم اخافتها باستخدام الرش بالمبيدات الحشرية المستخلصة من النباتات مثل الخربق الشوكران المرقط الهيبان الأسود.
فوائد شجرة الحراز
من خصائص شجرة الحراز عندما تسقط أوراقها في موسم الأمطار، إذ يستغل المزارعين من زراعة محاصيلهم تحتها وذلك لخلوها من الأوراق. إذ لا تنافس هذه الشجرة محاصيلهم على الماء والضوء. وتوفر اكتسائها بالأوراق في فترة الجفاف الأكل للحيوانات والظل.
كما أن للشجرة فوائد اقتصادية وبيئية وطبية واجتماعية. كما أنها تساهم في خفض حدة التغيرات المناخية، كما يمكن استخدام أخشابها في عدة أغراض، ويعتبر ظلها أرفا للإنسان ومرعى للحيوانات عند الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، كما يتم إستخدام بعض من أجزائها في علاج عدة من الأمراض.
يوفر نظام الجذري لشجرة الحراز حماية جيدة للتربة. كما أن البكتيريا التي على جذورها تقوم بتثبيت النيتروجين في الغلاف الجوي. كما تعد ممولا غذائيا للتربة عند تساقط أوراقها في موسم الأمطار.
وعندما تنفض أوراقها في موسم الأمطار يقل التنافس على ضوء الشمس مع المحاصيل الاخرى وحمايتها من الطيور حتى يحين وقت الحصاد. كما يتم عادة زراعة المحاصيل السنوية مثل الفول السوداني والدخن تحت مظلة هذه الشجرة.
إذ تم تسجيل زيادات بنسبة 50 – 150 ٪ في نتائج القطن والذرة الرفيعة والفول السوداني. كما لها استخدامات أخرى أيضا إذ يتم استخدامها في صنع الصمغ العربي من سيقانها، ويتم حرق الخشب لصنع الصابون فهو مصدر للبوتاس.