شجر اللبان Boswellia sacra
تٌعرف أشجار اللبان بحجمها الصغير، ويصل ارتفاع هذه الأشجار غالبا من 2 إلى 8 متر تكون ذات جذع واحد أو عدة جذوع. لحائها من النوع الورقي وبالإمكان أن تزيله بسهولة. أوراق شجرة اللبان مركبة، تكن وريقاتها فردية كما تنمو بشكل عكسي حول الأغصان وهي من نوع الأشجار التي تتساقط أوراقها.
فشجرة اللبان والتي تحمل أسماء بستج، مدحرج أو الكندر، اسمه العلمي هو Boswellia sacra نوع من النبات ينتمي إلى الفصيلة البخورية.
أماكن نمو شجرة اللبان
تنتشر شجرة اللبان بكثرة في مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية خصوصا في ظفار في دولة عمان وكما تتواجد في كل من المهرة وأيضا حضرموت شرق اليمن. أشجار اللبان موجودة الصومال تحديداً تكون يمتد بالتوازي على شكل حزام مع الساحل وينتهي تواجد هذه الأشجار بالقرب من خليج خوريا موريا ويتركز تواجدها في منطقة علولا وكل ما يجاورها. أكبر عامل على تواجدها في هذه المناطق هو الظروف المناخية وهي توفر المناخ الرطب ونوعية التربة الكلسية.
يعد أجود اللبان هو نوع لبان ظفار سواء كان المنتج في منطقة جنوب الجزيرة العربية أو باقي الدول المنتجة الأخرى. وحتى هذا النوع من اللبان هناك مناطق يكون فيها بأفضل جودة وهي المنطقة الجنوبية والشرقية تحديداً في شمال جبال سمحان، وكلما توجهنا إلى الغرب تقل نوعية المنتوج، وبالطبع يعود ذلك للتغيرات المناخية، ونجد أن الأشجار التي تكون بالقرب من الأماكن التي يكثر فيها المطر جودتها أقل من الأشجار البعيدة عن الأمطار.
أهمية شجرة اللبان
شجر اللبان له شهرة واسعة منذ القدم عبر مسيرته، فنجد التاريخ يشير له في عدة حضارات قديمة وكانت الشجرة جسر بين حضارات العالم القديم للتواصل وذلك حتى قبل 7 آلاف سنة وأكثر. وبسببها سافرت العديد من القوافل التجارية، في الطرق الصعبة القديمة منطلقة لتعبر ظفار جنوب عمان وتصل الى شواطئ في جنوب العراق، وتعبر مناطق الشام ومصر القديمة. كل هذا لتحمل ثمار شجرة اللبان وتعبر بها السفن إلى الدول الأوروبية خصوصا إلى حضارات روما القديمة.
استخراج اللبان
يبدأ استخراج اللبان من شجر اللبان في أوائل شهر أفريل في كل سنة، ففي هذا الوقت من السنة في مناطق إنتاج اللبان تبدأ درجات الحرارة في الارتفاع، حيث يتم جمع الثمار أو اللبان على مراحل.
عملية جمع اللبان خاصة جدا حيث يتم تجريح شجرة اللبان في عدة مواضع وعلى فترات زمنية،
الضربة الأولى: أو تسمى التوقيع، وهي عملية كشط القشرة الخارجية للشجرة لأغصانها وجذعها، هذه الضربة ينتج عنها خروج سائل لزج يكون حليبي اللون، ويتجمد بسرعة عليها يتم تركه لمدة حوالي 14 يوم تقريباً.
التجريح الثاني: وبعدها تأتي عملية التجريح الثانية في شجر اللبان أو تسمى جني ثمار من الدرجة الثانية، ونوعية اللبان في هذه المرة تكون أقل من الجودة في التجريح الأول، فضلاً على أنها تنتج كميات قليلة وليست بكمية تجارية.
أما عملية التجريح للمرة الثالثة: وهو ما يسمى الجمع الحقيقي يكون بعد أسبوعين من التجريح في المرة الثانية. في هذه المرحلة ينضح ذلك السائل اللبني وتكون له نوعية جيدة، كما أنه تجاري وكمياته جيدة لون اللبان هنا يأتي مائل إلى الأصفر.
تقنية الضرب أو تجريح شجر اللبان ليست طريقة عشوائية، بل تحتاجهذه العملية إلى مهارة خاصة ويد لها خبرة واسعة، كما أن هناك عوامل تراعى أثناء القيام بها منها عدد الضربات التي يختلف من شجرة إلى أخرى وذلك حسب الحجم. أما عن مدة موسم حصاد اللبان فيكون حوالي ثلاثة أشهر، ويبلغ متوسط الإنتاج لكل شجرة واحدة تقريباً كمية عشرة كيلو جرامات من اللبان.
تكاثر اللبان
شجر اللبان يتكاثر بواسطة البذور،مع العلم أن نسبة إنبات هذه البذور يختلف فعندما يتم أخذها من أشجار تم تجريحها كثيرا لإنتاج اللبان تكون نسبة الانبات قليلة مقارنة بتلك الأشجار التي لم يتم جرحها لإنتاج اللبان.
لكن الطريقة المتبعة أكثر والتي تعد الأسهل هي الانبات عن طريق العقل المتخشبة بحيث تجذر بسهولة بعد توفر بعض الظروف الملائمة لها. هذا النوع من الشجر يبدأ بإنتاج اللبان في خلال سنوات من 8 إلى 10 سنوات؛ بعدها تحصل على الراتنج، باتباع خطوات الجرح للساق حيث تستعمل أداة حادة عرضهاحوالي 10 سم، وقد يستمر حصاد والجمع المنتوج مدة 3 إلى 4 أشهر.
بالطبع يختلف نمو كل شجرة عن أخرى كما تختلف كمية الإنتاج ونوعيته والمؤثر هنا هو الظروف الطبيعية والمناخية التي تتعرض لها أشجار اللبان. من الأماكن المشهورة في إنتاج أفخر وأجود أنواع اللبان هي مناطق في ظفار الموجودة في سلطنة عمان وتكون هذه الأشجار متواجدة في وديان ضيقة في عدة مناطق قاحلة واقعة بعيدة عن تأثير نطاق الأمطار الموسمية في منطقة ظفار.
استخدامات اللبان
في شجر اللبان أهم جزء هو اللبان، وهو عبارة عن صمغ راتنجي يقوم بإفرازه لحاء الجذع والأغصان بعد القيام بعمليات الحز والتجريح. يتميز هذا الصمغ بأن له رائحة مميزة وطعم مر. طريقة تصنيفه تتم بالاعتماد على اللون والنقاوة وأيضاً وقت الجمع كما ذكرنا سابقا وبطبيعة الحال المنطقة التي تنمو فيها أشجار اللبان.
هذا النوع من الأشجار كلما تواجد في مناطق يقل فيها تساقط الأمطار يكون المنتوج أفضل من ناحية الجودة والكمية. كلما كان اللبان له لون أبيض نقي فيه نوع من الزرقة الخفيفة وخالي من أي شوائب عالقة يكون الأجود والأفضل من أنواع اللبان كما يكون بالضرورة الأغلى ثمنا، والعكس إن كان اللبان يميل لونه للاحمرار ومختلط بالشوائب تقل جودته وسعره.
أفضل الأنواع تأتي من منطقة ظفار حيث يقوم سكان المنطقة باستعماله في ماء الشرب، حيث أن إضافته للمياه تجعلها أكثر برودة ونقاوة خصوصا في أوقات الحر والصيف.
واستخدامه الشائع كمادة مهمة ذات دور كبير في صناعة البخور في الكثير من الجلسات والمناسبات الإجتماعية المتنوعة مثلا عادات الزواج أو الولادة والمناسبات الدينية حيث استعماله كبخور لأن له رائحة طيبة.
أما عن الاستعمالات التجميلية والطبية فهي كثيرة جدا بفضل مكوناته وخاصة الزيوت الطيارة التي تستخرج منه ويصنع منها العطور والكريمات التجميلية المختلفة ومثيلاتها في الأدوية والوصفات الصحية الطبيعية. كما قد تم ذكره منذ القدم حيث وصفه ابن سينا بأنه يداوي جميع الأمراض لكثرة فوائده.
ولشجرة اللبان لها زهور بيضاء مصفّرة صغيرة تتكون كل زهرة من خمسة بتلات وضعفها من الأسدية، كما تتجمع زهورها في عناقيد متواجدة على البرعم الإبطي. أما عن ثماره فتكون مثل شكل المحفظة أو الكبسولة بحيث طول الثمرة حوالي 1 سم. قام الرحالة ابن بطوطة بوصف شجرة اللبان كالتالي:
“شجرة اللّبان صغيرة تكون بقدر قامة الإنسان إلى ما دون ذلك وأغصانها كأغصان الخرشف وأوراقها صغار رقاق، وربّما سقطت فبقيت الشجرة منها دون ورقة، واللّبان صمغية تكون في أغصانها”.
كما وصفها القزويني أيضاً:
“شجرة اللبان تسمى الكندر، وهي شجرة ذات شوك لا تسمو أكثر من ذراعين تنبت في الجبال بشحر عمان، ورقها كورق الآس وهو رقيق، وإذا شرطت الورقة منه فطر منها ماء شبه اللبن ثم عاد صمغاً، وذلك الصمغ هو اللبان.”، وبهذا نكون قدمنا لكم كل المعلومات التي تخص شجر اللبان Boswellia sacra.